mahmoudtaha منشأ وصــــــــــــــاحب المنتـــدي
عدد الرسائل : 350 مثلك الأعلى : د/ عمرو رشدي , د/ إبراهيم عادل العيسوى sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->كل ما عليك الان اذهب الى البينات الشخصيه لاى عضو واكتب ما تريد باستبدال تاريخ التسجيل : 18/10/2007
| موضوع: حق الطريق_ الجزء الأول الأحد أكتوبر 21, 2007 11:47 am | |
|
حق الطريق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله وصفيه من خلقه وخليله.
أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة ، فكشف الله به الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من استن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد ..
فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات : وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الحليم الكريم وجل وعلا الذى جمعنا فى هذا البيت المبارك الطيب على طاعته، أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار كرامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتى فى الله: حقوق يجب أن تعرف، سلسلة منهجية تحدد الدواء من القرآن والسنة لهذا الدواء العضال الذى استشرى فى جسد الأمة ألا وهو داء الأنفصال النكد بين المنهج المنير والواقع المؤلم المرير فأنا لا أعرف زماناً قد انحرفت فيه الأمة وضيعت فيه حقوق الإسلام عن منهج ربها ونبيها كهذا الزمان، فأردت أن أذكر نفسى وأمتى بهذه الحقوق الكبيرة التى ضاعت، عسى أن تسمع الأمة مرة أخرى عن الله ورسوله وأن تردد مع السابقين الصادقين الأولين قولتهم الخالدة: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.
ونحن اليوم بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثالث والعشرين من لقاءات هذه السلسلة المنهجية المباركة، وحديثنا الآن بإذن الله تعالى عن حق كبير جليل قل من يتحدث فيه من أهل العلم وقل من ينتبه إليه من المسلمين فضلاً عن العمل به إلا من رحم ربك جلا وعلا.
إننا الآن على موعد مع "حق الطريق" وكعادتى حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا سوف يتنظم حديثى مع حضراتكم فى هذا الحق الجليل الغريب فى العناصر المحددة التالية:
الأول: غض البصر.
الثانى: كف الأذى.
ثالثا: رد السلام.
رابعاً: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
فأعيرونى القلوب والأسماع.
ما أحوجنا جميعاً إلى هذا الحق الكبير الغريب، والله يجعلنا جميعاً من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه : {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر.
أولا: غض البصر:
أحبتى فى الله: روى البخارى، ومسلم من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى قال:" إياكم والجلوس فى الطرقات" وقالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال:" فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال:" غض البصر ، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر" ([1]).
أيها الأفاضل:
إن المجتمع الإسلامى الذى وضع القرآن الكريم قواعده المتينة الراسخة، وأرسى لبناته على يد المصطفى ، مجتمع فريد فى كل شئ مجتمع، سليم العقيدة مجتمع صحيح العبادة مجتمع نقى السريرة مجتمع طاهر اللسان مجتمع نظيف المشاعر والأخلاق، مجتمع له أدب مع غيره، مجتمع رباه الله جل وعلا على يدى من رباه الله على عينه ليربى به الدنيا ولم لا يكون المجتمع الإسلامى كذلك لم لا؟ وقد حوطه النبى بسياج أمين من الضمانات الوقائية التى تدفع المفاسد والشرور والفتن، وتجلب المصالح والمنافع له فى الدنيا والسعادة فى الآخرة ما ترك النبى شراً للمجتمع الإسلامى فى دينه ودنياه إلا وضحه النبى وحذره منه فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
ومن هذه الضمانات الوقائية التى تجلب المصالح وتدفع المفاسد والشرور قوله :" إياكم والجلوس فى الطرقات" لماذا؟ لأن الطريق العام يختلط فيه الحابل بالنابل وأرجو ألا تنسوا أن فى أول الوصية النبوية كانت لمجتمع الصحابة مجتمع الطهر والعفة.
فكيف لو رأى النبى مجتمعات المسلمين الآن ؟
قلت يوم فى محاضرة عامة: لو قدر الله تعالى أن يخرج رجل من السلف من قبره؛ ليتجول فى طرقات المسلمين والله ما عرف المسلمين قط وما عرف الإسلام قط؛ لأن المجتمع الإسلامى قد انحرف إنحرافا مزرياً عن قيم وأخلاق الإسلام، بل أقول باطمئنان كامل وثقة مطلقة: إن المجتمعات الإسلامية صارت تحاكى وتقلد تقليداً أعمى المجتمعات الغريبة التي لا دين لها ولا قيم ولا أخلاق.
الرسول يحذر من الجلوس على الطرقات، يحذر من؟ يحذر الأطهار، يحذر الأبرار، يحذر الصحابة الأخيار، الذين زكاهم العزيز الغفار وعدلهم النبى المختار يقول لهم:" إياكم والجلوس فى الطرقات" فكيف يكون قول النبى لنا الآن.
ولماذا لا نجلس فى الطرقات؟ لأن الطريق العام يختلط فيه الحابل بالنابل فهو طريق للأشراف، والسفهاء، وهو طريق للعقلاء الملتزمين، وهو طريق فى الوقت ذاته للتافهين والساقطين ممن لا يحملون هماً يؤرقهم ولا ديناً يحركهم فتراهم يجلسون على الطرقات من أجل النظر للمتبرجات المنحللات اللاتى خرجن من بيوتهن على أكمل زينة وفى أحلى صورة، خرجن يتمايلين فتميل قلوب الرجال إليهن.
وصدق المصطفى إذ يقول كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة "صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"([2])
والله إن القلب ليعتصر أسى وحزناً حينما أمر فى بعض طرقات المسلمين العامة فى غدوى ورواحى فأرى المسلمين ما زالوا يجلسون على الطرقات ربما إلى الفجر ويجلسون على المقاهى على نواصى الشوارع، ربما إلى بعد منتصف الليل.
أول: سبحان الله! أين الوقت الذى يضيعه هؤلاء بل يقتلونه قتلاً ربما يجلس أحدهم على قارعة الطريق فيسمع النداء: حى على الصلاة حى على الفلاح، فلا يحترق قلبه، ولا تتحرك جوارحه، ميت القلب، عديم المشاعر والإحساس، يسمع النداء ولا يتحرك، ، بارد المشاعر، بارد الأحاسيس والمصيبة الكبرى أنه متصور أنه مؤمن كامل الإيمان ما دام يردد بلسانه كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
كلا كلا ليس الإيمان كلمة باردة باهتة ترددها الألسنة، دخان يطير فى الهواء، ولكن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان.
فالطرقات العامة مليئة بالمنكرات، مليئة بالمفاسد، مليئة بالفتن، فهو طريق للعزيز الشريفة الفاضلة، وطريق للمتبرجة المستهزئة المتحللة، ويزداد الألم حينما أرى شبابنا، حينما أرى شباب الأمة الذى كان من المفترض فيه أن يكون دعامة حقيقة لنصرة هذا الدين.
أراه يقضى الليل كله على الشوارع ونواصى الطرقات أراه جالساً على المقاهى، فربما تشاركونى هذه النظرة، فأنا أعتبرها الآن ظاهرة ألا وهى ظاهرة انتشار المقاهى بصورة ملفتة، والذى يدمى القلب أن الكثرة الكاثرة على المقاهى الآن من الشباب لا أريد أن أعجز فما عليك إلا أن تنطلق إلى شوارع المنصورة أو إلى شوارع أى مدينة من المدن أو أى قرية من القرى على مستوى الأمة.
لقد رأيت ذلك بعينى فى كل بلاد المسلمين أرى انتشار المقاهى وأرى كمية مؤلمة من شبابنا يجلس على المقاهى، لا هم له إلا أن يداعب صاحبة العيون الخضراء، وإلا أن يشرح مشاعر صاحبة العيون الزرقاء، وإلا أن يتندر بكلمة على الملأ يمشى فى الطريق، أو لعليل نحيف قد أكل جسده المرض وأنا لا أنكر أن مؤامرة حقيرة خطيرة قد أوصلت شبابنا إلى ما وصل إليه الآن، فالشباب الآن يقضى كل عمره فى دراسة باردة لا تسمن ولا تغنى من جوع باستثناء بعض الكليات العملية المعروفة، وإلا فما هى الثمار المرجوة من وراء هذا التعليم الطويل الممل، ثم يقضى بعد ذلك أحلى سنوات عمره لينتظر وظيفة يتمية حقيرة لا تكاد أن تطعمه خبزاً جافاً.
إنا لا ننكر هذا الواقع، ولا أهمله، ولا أتجاهله، مؤامرة تدور على الشباب لتجعله ركاماً من تراب مؤامرة تقول لكم: تعالوا إلى الشهوات فى فظل الشراب، مؤامرة يخيط خيوطها أعداء سوء فى لؤم الذئاب.
تفرق شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب
مؤامرة، وفى الوقت ذاته أنا لا أريد أن أعفى شبابنا من المسئولية، فوالله لوخرج الشاب يضرب فى الأرض لرزقه الرزاق والله لرزقه الرزاق كيف يرزق ربنا الكفار ولا يرزق من وحد العزيز الغفار: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (2، 3) سورة الطلاق.
إن لم تجد عملا فى قريتك فاذهب إلى غيرها فاذهب إلى مدينة أخرى فاذهب إلى دولة أخرى.
المهم أن تعسى وأن تصدق النية وكن على يقين إن صدقت أن رب البرية سيرزقك فهو القائل: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ1} (6) سورة هود أصدقك أبداً إن زعمت أنك تحركت بصدق ولم ترزق أبداً، لأن الله جل وعلا يقول: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ1} وعلى قدر همتك وجهدك وبذلك سيكون فضل الله عليك بموعود الله وموعود الصادق رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى.
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت، وقال النبى : " إذا قامت القيامة وفى يدى أحدكم فسيلة- أى : نبتة صغيرة – فاستطاع أن يغرسها فليغرسها"([3]).
لا تقل : قامت القيامة انظر إلى الدعوة إلى العمل إلى الجهد فالقلب يتألم حينما أرى كثيراً من شبابنا ينام فى البيت إلى ما بعد الظهر، ليقضى النهار كله فى النوم ثم ليقضى الليل كله فى السهر على الشوارع، وعلى النواصى، وعلى المقاهى، وفى الطرقات قم بعد ذلك ربما يعنف والده إن لم يوفر له مصروفاً يكفيه هو وأصحابه. مأساة بكل المقاييس.
من هنا حذر النبى من الجلوس على الطرقات بما فيها من هذه الفتن قال:" إياكم والجلوس فى الطرقات" قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، وفى رواية مسلم نتحدث فى ما لا بأس، إنما نجلس لنتذاكر ونتحدث يعنى: لا نجلس لمعصية فبين النبى لهم أن من اضطر لحاجة أن يجلس على الطريق فعليه أن يؤدى للطريق حقه فقالوا: ما حقه يا رسول الله قال :" غض البصر" أنا أسأل وأقول: هل من يجلس فى الشوارع والطرقات لى النواصى يغض بصره عن المسلمات؟
أنا أسأل: هل يغض بصره؟ أم تراه قد ضبط الكرسى إلى موطن الشارع على اتساعه ليرى هذه وتلك، وليدقق النظر فى هذه بعد تلك، بل وربما يجرح مشاعر مسلمة عفيفة بكلمة نابية بل وربما ذئب قلب مسلمة بكلمات خبيثة ما سمعتها من زوج يشقى ويعمل فتظن المسكينة أن الحياة الزوجية ما هى إلا هذه الكلمات التى تسمعها الآن، ولأول مرة فترجع إلى البيت ليتحول قلبها على زوجها المسكين المجتهد الصادق من أجل تذهب إلى هذا الشرير الخبيث المجرم الذى عكر قلبها على زوجها بكلمات خبيثة خطيرة هو ما يقول كلمة منها لزوجته فى بيته، لكنه خبث القلوب وبغض النفوس.
فأول حق الطريق هو غض البصر، من عن الطريق العام إنما جلس على قارعة الطريق الأعلى أو على ناصية من نواصى الطريق من يغض البصر؟
البصر نعمة، من أعظم النعم، ما أنعم الله بها علينا لنستخدمها فى معصية لنطلق العنان لهذا البصر اليوم إلى ما حرم الله، وإنما لتستخدم هذه النعمة فى مرضاة الله وطاعة الله {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ } (20) سورة العنكبوت. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (190، 191) سورة آل عمران. هذا البصر ستسأل عنه {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء
فالعينان هما الحاستان المطلتان من هذا الهيكل الجسمانى على هذا الكون الفسيح بما فيه من خير وشر وحسن وقبح، وانتبه فقد ينظر الرجل أو الشاب على قارعة الطريق إلى امرأة متبرجة، ويدفق النظر ويعاود ثم يرجع إلى بيته فيرى قلبه متقلباً على امرأته حتى لو وقف فى الصلاة بين يدى الله يرى صورة المرأة أمام عينه فى بيت الله، حتى لو فتح الشاب من أبنائنا كتابه للمذاكرة، والدرس رأى صورة المرأة تقذف إليه وسط الصفحة، فإن أغمض حتى عينيه يراها وهو مغمض لعينيه. انظروا إلى خطر البصر لماذا؟ لأن البصر إن نظر ودقق تنطبع الصورة التى رأتها العين فى القلب، فلا تفارق الصورة القلب بعد ذلك إلا إذا شاء من بيده القلوب.
اسمع لحبيب القلوب محمد الذى يقول كما فى صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان:" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأى قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين: الأول: قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه والثانى: قلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض"([4]).
انتبه معى لهذا اللفتة القرآنية الرائعة فقل من انتبه إليها، سترون العجب العجاب ففى سورة النور فى آية واحدة يجمع الله عز وجل فيها بين غض البصر وحفظ الفروج.
وكأن غض البصر وحفظ الفروج خطوتان متتاليتان كلتاها قريب لا تنفصل إحداهما عن الأخرى، قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } (31) سورة النــور انظر إلى هذه اللفتة القرآنية الباهرة {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور وفى الآية الثانية: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } (31) سورة النــور فحفظ البصر وغض البصر مقدمة حتمية طبيعية لحفظ الفرج أو حفظ الفرج نتيجة حتمية لحفظ البصر.
وفى صحيح مسلم قال المصطفى : العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان، وزناهما الاستماع، واللسان يزنى وزناه الكلام، واليد تزنى وزناها البطش، والرجل تزنى وزناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"([5])
فأول حق من حقوق الطريق ولا أريد أن أطيل النفس فى كل حق غض البصر.
| |
|